حوليات أبي سُلمى وحوليات القرن الواحد والعشرين

فى نقد 365 يوماً وذاتى المتخوفة !

  ثلاث مئة وخمسة وستون يوماً لم ؟ أنحن على وشك الدخول فى موسوعة جينيس ! ولم لا يكون التدوين مثلاً كل ثلاث دقائق ؟!
البوح فن وأسرار ومقدرة نفسية عصبية على أن تنتزع الفكرة من ذهنك المشوش ، كأنك تستقطعها من لحم جسدك ! أحياناً كثيرة إن لم يكن على الأغلب أشعر أنى متعثر فى الكتابة كتعثرى فى التحدث مع البشر !
  “الهدف الأسمى هو أن نؤمن بأننا نستطيع ، وبأن لدينا دائمًا ما يستحق التدوين. الهدف هو أن ندوِّن أنفسنا وأفكارنا ، ونسجِّل تفاعلاتنا مع الحياة يومًا بيوم . ندوِّن بالكلمات ، بالصور، بالفيديو . ندوِّن يومياتنا ، مشاهداتنا الاجتماعية ، آراءنا و تحليلاتنا السياسية ، خواطرنا وتأملاتنا ، ندوِّن عن الأشياء التي نحبها ، عن الأشياء التي نريد تغييرها ، وعن الأخرى التي نرغب في الاحتفاظ بها إلى الأبد الهدف أن ندوِّن” . يجب إذن ألا ننسى أن أبى سلمى “لا يتبع حوشي الكلام ولا يعاظل في المنطق، ولا يقول إلا ما يعرف ولا يمتدح أحداً إلا بما فيه” كما مدحه الخطاب .
  هدف سامى للغاية يشعرك كأنك فى “سوق عكاظ الافتراضى” ، لكن بدلاً من أن تعيش على الأرض تعيش فى الماتريكس العكاظى ، وتصبح حياتك صفر وواحد ! وبدلاً من أن تنبح فى صوتك تتشنج يداك وتتيبس على لوحة المفاتيح ، وبدلاً من أن ينعس المستمعون منك فى الشمس الحارقة ينام مشاهدوك تحت المكيف إن فتحوا مدونتك أصلاً ! وبدلاً من أن تسمع بأذنيك تعليقات سخيفة أو يباغتك أحدهم بطوبة ، تدرك أنك فى مأمن مالم يخترق حسابك يارفيق ! هل سنجد فى العام 2035 أو حتى العام القادم تدوين كل ثلاث دقائق أو ثوانى……
  لم أشارك إذن تناحة ورغبة فى تحدى حبال أفكارى القصيرة ، ورغبة فى تحدى الملل أو كما قال الزهير “سَئِمتُ تَكاليفَ الحَياةِ وَمَن يَعِش ثَمانينَ حَولاً لا أَبا لَكَ يَسأَمِ” ! ومالم أنثره عبرالورق أنثره افتراضياً لعل وعسى أن ينتبه أحد !

انقدنى ولا تبالى